تتميز شركة التوصية البسيطة بأنها تعمل على تحقيق تعاون مرغوب فيه بين رأس المال والعمل ولهذا صنفت بأنها من أكثر الشركات توازناً وتتفق مع مبادئ الأخلاق حيث تسمح لصاحب رأس المال الذي ينقصه الخبرة بالمسائل التجارية أو يحظر عليه ممارسة التجارة أن يقوم بالمشاركة في استغلال مشروع تجاري دون تعريض ذمته المالية للخطر وبالإضافة إلى تميزها بأنها تنظم نوعين من الشركاء شركاء متضامنين مسؤوليتهم غير محدودة بحيث يسأل الشريك المتضامن عن ديون الشركة كما لو كانت ديونه الشخصية وتتميز بالمسئولية التضامنية أي أن كل شريك يضمن الشريك الآخر وأن كل الشركاء يضمنون الوفاء بديون الشركة ويوجد نوع آخر من الشركاء موصون تكون مسؤوليتهم محدودة بقدر الحصة الذين قاموا بالمساهمة فيها، ولأن الشريك دور هام في شركات التوصية البسيطة سيتم مناقشة هذا الدور في المقال طبقاً لنظام الشركات السعودي الجديد الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/ 3) بتاريخ 28/1/1437 هجرياً.
اولاً: – مفهوم شركة التوصية البسيطة.
شركة التوصية البسيطة هي شركة أشخاص تجمع بين عقد الشركة وعقد القرض وهي الصورة الحديثة لشركة المضاربة أو المقارضة وهي شبيه بشركات التضامن، وتعرف تلك الشركة بإنها التي تتكون من شريك متضامن وأكثر ويكون مسؤول في جميع أمواله عن التزامات الشركة ومن شريك موص أو أكثر يكون مسؤول عن التزامات الشركة بمقدار حصته في راس المال.
ولهذا نظم المنظم السعودي الأحكام الخاصة بها في نظام الشركات السعودي الجديد في المواد (38-42) ونص في المادة (38) الفقرة الثانية والثالثة على ”
- يخضع الشركاء المتضامنون في شركة التوصية البسيطة للأحكام المطبقة على الشركاء في شركة التضامن.
- تطبق على شركة التوصية البسيطة أحكام شركة التضامن فيما لم يرد به نص خاص في هذا الباب.”
اذن فإن الشركاء المتضامنون في شركات التوصية البسيطة يخضعون لأحكام شركة التضامن وتطبق على شركة التوصية البسيطة الأحكام الخاصة بشركة التضامن إذا لم يوجد نص لذلك.
ثانياً: – أنواع الشركاء في شركة التوصية البسيطة
لقد نص المنظم السعودي في المادة (38) من نظام الشركات السعودي الجديد في الفقرة الأولى على” شركة التوصية البسيطة شركة تتكون من فريقين من الشركاء فريق يضم على الأقل شريكاً متضامناً ومسؤولاً في جميع أمواله عن ديون الشركة والتزاماتها، وفريق آخر يضم على الأقل شريكاً موصياً لا يكون مسؤولاً عن ديون الشركة والتزاماتها إلا في حدود حصته في رأس مال الشركة. ولا يكتسب الشريك الموصي صفة التاجر.”
اذن فإن الشركاء في شركة التوصية البسيطة ينقسمون كالتالي: –
1. شركاء متضامنون
هم الذين يتولون إدارة الشركة وممارسة أعمالها ويكونوا مسؤولين بالتضامن والتكافل عن ديون الشركة والالتزامات المترتبة عليها في أموالهم الخاصة،
2. شركاء موصون
يعرف الشركاء الموصون بإنهم هم الذين يشاركون في رأس المال الخاص بالشركة بدون أن يحق لهم إدارة الشركة أو ممارسة اعمالها ويكون كل منهم مسؤولاً عن ديون الشركة والالتزامات المترتبة عليها بمقدار حصته في رأس المال الخاص بالشركة ولا يكتسب صفة التاجر.
ثالثاً: – مسئولية كل شريك في شركة التوصية البسيطة
1. مسئولية الشريك المتضامن.
تكون وضعية الشركاء المتضامنون في شركة التوصية البسيطة هي نفس وضعه في شركة التضامن حيث يكتسب صفة التاجر وصلاحيات الإدارة التامة للشركة ولقد نصت المادة (39) الفقرة الأولى من نظام الشركات السعودي الجديد على إنه يتكون اسم شركة التوصية البسيطة من أسماء جميع الشركاء المتضامنين، أو من اسم واحد منهم أو أكثر مع إضافة كلمة “وشركاه” أو ما يفيد هذا المعنى. ويجب أن يقترن الاسم بما ينبئ عن وجود شركة توصية بسيطة.
في شركة التوصية البسيطة لا يجوز للشريك المتضامن أن يتنازل عن حصته إلا بموافقة جميع الشركاء أو بمراعاة القيود التي ينص عليها عقد تأسيس الشركة ويجب ان يقوم الشريك المتضامن بشهر التنازل، وإذا انضم الشريك الى الشركة يكون مسؤولاً بالتضامن مع باقي الشركاء في جميع أمواله عن ديون الشركة السابقة لانضمامه واللاحقة. ومع ذلك، يجوز الاتفاق على إعفائه من المسؤولية عن الديون السابقة ولكن يجب شهر هذا الاتفاق ، ويجوز للشريك المتضامن الانسحاب من الشركة او الخروج منها بحكم قضائي نهائي وفى تلك الحالة لا يكون مسؤولاً عن الديون والالتزامات التي تنشأ في ذمتها بعد شهر انسحابه أو إخراجه ، وفى الحالة التي يتنازل فيها الشريك المتضامن عن حصته ، فلا يكون مسؤولاً عن الديون قِبَل دائني الشركة، إلا إذا اعترضوا على هذا التنازل خلال ثلاثين يوماً من تاريخ إبلاغ الشركة لهم بذلك، وفي حال الاعتراض يكون المتنازل إليه مسؤولاً بالتضامن مع المتنازل عن هذه الديون.
نصت المادة (24) من نظام الشركات السعودي الجديد على ” لا يجوز للشريك – دون موافقة باقي الشركاء – أن يمارس لحسابه أو لحساب الغير نشاطاً من نوع نشاط الشركة، ولا أن يكون شريكاً أو مديراً أو عضو مجلس إدارة في شركة تنافسها أو مالكاً لأسهم أو حصص تمثل نسبة مؤثرة في شركة أخرى تمارس النشاط نفسه. وإذا أخل أحد الشركاء بهذا الالتزام كان للشركة أن تطلب من الجهة القضائية المختصة أن تَعُدَّ التصرفات التي قام بها لحسابه الخاص قد تمت لحساب الشركة، وللشركة – فضلاً عن ذلك – مطالبته بالتعويض.”
اذن فإنه لا يجوز للشريك المتضامن أن يمارس لحسابه او لحساب الغير نشاط من نوع الشركة ولا يجوز له ان أن يكون شريكاً أو مديراً أو عضو مجلس إدارة في شركة تنافسها أو مالكاً لأسهم أو حصص تمثل نسبة مؤثرة في شركة أخرى تمارس النشاط نفسه الا بموافقة بقية الشركاء
2. مسئولية الشريك الموصي.
يعد الشريك الموصي مسئول فقط بمقدار مساهمته في رأس مال الشركة، ولقد نصت المادة (40) من نظام الشركات السعودي الجديد على ” لا يجوز للشريك الموصي التدخل في أعمال الإدارة الخارجية للشركة ولو بناء على توكيل. فإن تدخل كان مسؤولاً بالتضامن في جميع أمواله عن ديون الشركة والتزاماتها التي ترتبت على ما أجراه من أعمال. وإذا كانت الأعمال التي أجراها من شأنها أن تدعو الغير إلى الاعتقاد بأنه شريك متضامن عُدَّ – في مواجهة ذلك الغير – مسؤولاً بالتضامن في جميع أمواله عن ديون الشركة كلها. ومع ذلك يجوز للشريك الموصي الاشتراك في أعمال الإدارة الداخلية للشركة وفق ما ينص عليه عقد تأسيسها، ولا يرتب هذا الاشتراك أي التزام في ذمته.” ولقد أجاز النظام للشريك المتضامن أن يتنازل عن حصته لأي من الشركاء الآخرين في الشركة. كما يجوز له التنازل عن حصته للغير بعد موافقة جميع الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين المالكين لأغلبية رأس المال الخاص بالفريق الموصي، وذلك ما لم ينص عقد تأسيس الشركة على غير ذلك.
وختاماً: –
من خلال المقال تم توضيح أنواع الشركاء في شركة التوصية البسيطة وإنها من أفضل أنواع الشركات وأهم شركات الأشخاص حيث تختص بالمشروعات التي لا تتطلب أموالا كثيرة وبالإضافة إلى مساهمتها في بناء الاقتصاد الوطني وتنمية المشاريع الصغيرة وهذا لأن ذلك النوع من الشركات يشجع أصحاب الأموال على استثمار أموالهم في مشاريع اقتصادية تتحدد مسئوليتهم فيها بقدر حصصهم.