نظام الإثبات السعودي الجديد يعتبر أحد الأنظمة القانونية الذي تعمل على تعزيز العدالة وحماية حقوق الأفراد وممتلكاتهم في المملكة. حيث راعى هذا النظام كافة التطورات والمستجدات الحاصلة في المجتمع السعودي بما يتناسب مع الشريعة الإسلامية وأحكامها.
طرق الإثبات
حدد نظام الإثبات السعودي طرق الإثبات التي يمكن استخدامها في القضاء والمحاكم وهي كالتالي
الإقرار: وهو إخبار عن ثبوت حق ما للغير على نفسه.
اليمين: وهي إما لتأكيد ثبوت الحق أو نفي ثبوته وبذكر اسم الله أو صفة من صفاته أمام القاضي.
الشهادة: وهي إخبار صادق وذلك لإثبات حق عن طريق لفظ الشهادة أمام القضاء.
الكتابة: وهي الخط الذي يكون مرسوم بالوجه المعتاد من أجل توثيق حق يكون حدة عند حصول النزاع ولكي تكون الكتابة من طرق الإثبات يجب أن مدونة إما في ورقة رسمية والتي يثبت فيها شص مُكلف بخدمة عامة أو موظف عام ما قام بكتابته أو تلقاه من صاحب الطلب وذلك في حدود اختصاصه ووفقاً للنظام أو في ورقة عادية موقعة من قبل من أصدرها أو بصمته أو ختمه.
المعاينة: عندما تقوم المحكمة بمعاينة المتنازع عليه وذلك سواء كانت بطلب من أحد الخصوم أو من تلقاء نفسها حيث يتم جلب الشيء المتنازع عليه للمحكمة إن أمكن أو الانتقال عليه أو حتى ندب عضو من أعضائها لذلك.
الخبرة: وهي الحصول على معلومات ضرورية من خلال أهل الخبرة والاختصاص وذلك من أجل البت في المسائل الفنية التي تكون محل للنزاع بين الخصوم بحيث لا يكون القاضي ملماً بها.
نظام الإثبات السعودي الجديد
تسري أحكامه على المعاملات المدنية والتجارية والجزائية والإدارية
يعد نظام الإثبات في السعودية أحد المشاريع التشريعية الأربعة التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في فبراير 2021 وأقرها مجلس الوزراء في ديسمبر من العام نفسه يقوم نظام الإثبات بحسب ورقة صادرة عن مركز الدراسات والبحوث القانونية التابع للدولة في السعودية، على تمكين الأدلة التي يمكن لأطراف النزاع أن يتقدموا بها أمام القضاء بالطرق والإجراءات التي نص عليها النظام على وجود أو صحة واقعة قانونية متنازع عليها تصلح أساساً لحق مدعى به.
وأهم ما يهدف إليه نظام الإثبات تحديد إجراءات الإثبات وما يترتب عليها أمام المحاكم والجهات القضائية والتوافق مع أفضل الممارسات والتجارب الدولية والقوانين المقارنة ومواكبة المستجدات والتطورات العملية في الإثبات وتسريع إجراءات التقاضي عبر تقييد تقديم الأدلة وفق مهل محددة، والوضوح والدقة في إجراءات الإثبات، وتعزيز الثقة والشفافية لتشجيع الاستثمار الأجنبي.
ومن بين أبرز ما جاء به نظام الإثبات: تنظيم قواعد الإثبات في أنظمة المملكة وتسري أحكامه على المعاملات المدنية والتجارية وعلى أحكام الإثبات الجزائية والإدارية فيما لم يرد فيه نص خاص.
ولقد بني النظام على عدد من القواعد الفقهية منها أن “البينة على من ادعى واليمين على من أنكر وأن “البينة لإثبات خلاف الظاهر واليمين لإبقاء الأصل.
ويكون للخصوم الاتفاق كتابة على قواعد محددة في الإثبات؛ ما لم تخالف النظام العام وتأخذ المحكمة بهذا الاتفاق وللمحكمة أن تأخذ بإجراءات الإثبات التي جرت خارج المملكة ما لم تخالف النظام العام وذلك دون إخلال بالتزامات المملكة في الاتفاقيات الدولية التي تكون طرفاً فيها.
فرق النظام بين الإقرار القضائي إذا اعترف الخصم أمام المحكمة بواقعة مدعى بها عليه والإقرار غير القضائي إذا لم يقع أمام المحكمة أو كان أثناء السير في دعوى أخرى يستمد الدليل الرقمي من أي بيانات تنشأ أو تصدر أو تسلم أو تحفظ أو تبلغ بوسيلة رقمية، وتكون قابلة للاسترجاع أو الحصول عليها بصورة يمكن فهمها؛ ويكون للإثبات بالدليل الرقمي أحكام الإثبات بالكتابة الواردة في النظام.
وفي نظام الإثبات يحق للخصم في الدعاوى التجارية أن يطلب من خصمه تقديم محرر ذو صلة بالدعوى أو الاطلاع عليه وتأمر المحكمة بذلك بشروط حددها النظام كما أن للمحكمة أن تستنبط قرائن أخرى للإثبات وذلك في الأحوال التي يجوز فيها الإثبات بالشهادة على أن تبين وجه دلالتها، كما أن لها الاستعانة بالوسائل العلمية في استنباط القرائن.
يجوز الإثبات بالعرف أو العادة بين الخصوم وذلك فيما لم يرد فيه نص خاص أو اتفاق بين الأطراف أو فيما لا يخالف النظام العام، كما يجوز أن توجه اليمين في الحقوق المالية ولا يجوز توجيه اليمين في واقعة مخالفة للنظام العام أو إذا كانت غير متعلقة بالدعوى أو غير منتجة أو غير جائز قبولها أو إذا كان الخصم متعسفاً في ذلك.
يتيح النظام للمحكمة من تلقاء نفسها أو بناء على طلب أي من الخصوم أن تستجوب من يكون حاضرًا من الخصوم ولأي من الخصوم استجواب خصمه مباشرة كما أن للخصم توجيه الأسئلة مباشرة إلى الشاهد، وإذا انتهى من سؤال الشاهد فلا يجوز له إبداء أسئلة جديدة إلا بإذن المحكمة وليس للخصم أن يقطع كلام الشاهد أثناء أداء الشهادة أو الإجابة ويكون للمحكمة حق إدخال الغير لإلزامه بتقديم محرَّر تحت يده، أو طلب محرَّر من جهة عامة أو صورة مصدقة منه بما يفيد مطابقته لأصله.
يجوز الإثبات بشهادة الشهود فيما كان يجب إثباته بالكتابة إذا وجد مبدأ الثبوت بالكتابة أو إذا وجد مانع مادي أو أدبي يحول دون الحصول على دليل كتابي وللمحكمة الحق أثناء نظر الدعوى أو عند الحكم في موضوعها إذا ثبت أن الشاهد شهد زورا أن تحرر محضرًا بذلك وتحيله إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وبهدف حماية الشهود لا تجوز مضارة الشاهد وعلى المحكمة أن تمنع كل محاولة ترمي إلى تخويفه أو التأثير عليه عند أداء الشهادة وبهدف الحد من إطالة أمد النزاع وذلك بتغريم من أنكر المحرر بغرامة لا تزيد على عشرة آلاف عند إنكار المحرر أو الادعاء بتزويره وذلك إذا حُكِم بصحة المحرر كله أو إذا حكِم برفض الادعاء بتزويره أو سقوط حق مدعي التزوير في الإثبات وجرى إفراد باب كامل للإثبات بالدليل الرقمي وهو السجل الرقمي والمحرر الرقمي والتوقيع الرقمي والمراسلات الرقمية بما فيها البريد الرقمي ووسائل الاتصال والوسائط الرقمية وأي دليل رقمي آخر ممّا يعد نقلة نوعية في النظام القضائي السعودي وتجاوز في هذا الباب كثيرا من قوانين الدول المقارنة شمل النظام تحديد التصرفات التي تزيد قيمتها على مائة ألف أو ما يعادلها أو كانت غير محددة القيمة وأوجب أن تثبت بالكتابة، ولا تقبل فيها شهادة الشهود عدا ما اشترط النظام لصحته أو إثباته أن يكون مكتوبًا أو إذا كان المطلوب هو الباقي أو جزءا من حق لا يجوز إثباته إلا بالكتابة أو فيما يخالف أو يجاوز ما اشتمل عليه دليل كتابي وتعويضا لما قد يتحمله الشاهد لانتقاله لأداء الشهادة، للمحكمة أن تقدر بناءً على طلب الشاهد مصروفات انتقاله ومقابل تعطيله ويتحملها الخصم الذي خسر الدعوى إلا إذا كانت الخسارة نسبية فيتحمل كل من الخصوم بقدر خسارته.